رواية مقاربة لتجربة شخصيّة، وتاريخ، ومكان واقعيّين. تبدأ عام 1946م ببطلها الأساسيّ، وهو بعمر خمس سنوات، وكان يرى كيف القرويّات يساعدن في إنجاز زراعة اليانسون، وتفتّحت رؤيته للحياة منذ تلك الأيّام، بالإضافة إلى النشاطات الفنيّة التي كان يؤدّيها الغجر، بعد جني المواسم في القرى.
بعد سنوات قحط متتالية، ينصح الأب ابنه أن يتعلّم مهنة الخياطة، في الشام القريبة من القرية، وأن يهتمّ بالكتاب، كاحتياطيّ أخيرله.
يعمل في المدينة بمهنة الخياطة، ومن حسن طالعه، وهو في أوّل فتوّته كمراهق العمل في مشغل يضمّ عشرات البنات. وانغماسه عاطفيّاً في هذا الجوّ. كان كثيراً ما يقارن، في عقله الباطن بين بنات القرية، وبنات المدينة، في العمل، والسلوك، وكلّ شيء.
تتفتّح عاطفته متجاوزة ما يمكن أن يشتغل عليه عقله. فكانت الطريق الأسهل لاكتشاف ما يمكن أن يكونه حبّ الرجل للمرأة، ويجد أنّ الحبّ بحث دائم عن الحبّ.